داعش تعين واليها بدل انتظار الرئيس
د.نسيب حطيط
لم تنتظر داعش توافق القوى السياسية اللبنانية أو التوافق الإقليمي والدولي لإنتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية بل أعلنت تنصيب أميرها على إمارة لبنان التابع لدولة داعش السوداء.
لاحاجة لمؤتمر تأسيسي جديد في لبنان ،فقد بادرت داعش دون إستشارة داعميها وأنصارها في لبنان لإعلان خلافتها وطلبت من كل المقيمين على ارضها مبايعة الخليفة الإسلامي "ابو بكر البغدادي "الذي سجنته أميركا في العراق لمدة ثلاث سنوات ، لتجنيده وتدريبه وتنصيبه على دولة داعش وأخواتها كنسخة معدلة عن القاعدة التي إنتهت وظيفتها بعد إحتلال أفغانستان وإحتلال العراق .
لا أعرف إذا كان البغدادي موجودا او لازال حيا أو انه الشخص المسؤول أم أنه مجرد شبح إستخباري وإفتراضي للمخابرات الأميركية تقود من خلاله جحافل التكفيريين بلغتهم ووفق منظومة الإسلام السلفي التكفيري .
إعلان داعش التأسيسي لايلحظ المناصفة أو المثالثة بل الآحادية في الحكم والتشريع والقضاء والمواطنون عنده ثلاثة أصنافم (مسلمون وكافرون وأهل ذمة يدفعون الجزية ) وكل من لايبايع فهو من الذين يشقون عصا الطاعة ويتمرد على الخليفة ووجب قطع رأسه وسبي إمرأته ومصادرة أمواله.
لاحاجة للمدارس والجامعات بل حلقات الدراسة الدينية وبدل المخيمات الكشفية ستقام مخيمات تدريب الإنتحاريين مع ضمانة تأمين الحوريات في الجنة وكسلفة على ذلك ستعطى النساء للمجاهدين سواء عبر منظومة جهاد النكاح أو السبي أو الإغتصاب فالجنس أساس الثواب في الدنيا الداعشية التكفيرية فتهيأوا أيها اللبناننيون لملاقاة داعش –الثورة الشعبية !
لاحاجة للمجلس النياب ولالمعادلة الثلثين والنصف زائد واحد فيكفي( واحد) يسمى الخليفة ليعين الوالي –الرئيس !
سلسلة الرتب والرواتب بإنتظار داعش وستعمل على إقرارها بالطريق السريعة والمضمونة وفق الآليات التالية:
- السطو على المصارف ونهب أموالها ،كما فعلت في العراق وسوريا دون مراجعة جمعية المصارف.
- الفدية الناتجة عن الخطف للتجار والفنانين والأجانب والمطارنة والمشايخ وغيرهم .
- فرض الضرائب الداعشة ((tva علىمن تختاره داعش وبالنسب التي يراها الخليفة مناسبة .
- الأموال المرسلة من دول الخليج وأميركا لدعم" ثورة داعش الشعبية "ففي المرة الأولى أعلن السفير فيلتمان أن حكومته دفعت 500 مليون دولار لتشويه صورة المقاومة في لبنان وأعلن الرئيس أوباما قرار دعم المعارضة - المعتدلة – بمبلغ 500مليون دولار ايضا وداعش معتدلة لأنها ثورة شعبية !
أما بخصوص العنف الأسري وتعنيف المرأة فالحل الداعشي جذري ولن يسمع أحد بأي قضية تعنيف بعد الآن ،لأن داعش ستمنع المرأة من الخروج ،فالوظائف ممنوعة وكذلك التعليم ولن تخرج المرأة بدون محرم ولن يراها أحد ، فالبرقع يغطي العورة ويسمح للمرأة أمران خارج العائلة (جهاد النكاح خدمة للمجاهدين والعمليات الإنتحارية في سبيل الإسلام الداعشي –الأميركي).
أيها السياسيون لاتتعبوا أنفسكم بالمبادرات والمؤتمرات الصحفية والإستدلالات الدستورية ،فداعش على الأبواب وبعضها داخل الغرف السياسية والمجالس و نسأل ... النائب الذي يحرض على الجيش ويتهمه بالصليبي ويتهم مخابراته بالشلل ... أليس داعشيا !
الشيخ الذي يهدد بالنفير والجهاد ضد الجيش والمقاومة وكل جهاز أمني يعتقل إرهابيا ويتوعد بوصول داعش لتنتقم من خصومه أليس داعشيا !
أيها اللبنانيون داعش بين ظهرانيكم بعضها بربطة عنق وبعضها بالجلباب الأفغاني وبعضها بالدشداشة وبعضها مسلم وبعضها مسيحي ، داعش السياسية غير طائفية تضم أطيافا متنوعة وبعضكم غافل وبعضكم ينتظر غزوة داعش كغزوة الموصل وبمساعدة صهيونية ورعاية أميركية وتمويل عربي .
فلينتبه المرشحون للرئاسة بأن إستمرار ترشيحهم بمثابة تحد وإستفزاز للخليفة الداعشي ورعاته وهذا سيعرضهم للقصاص الداعشي .
إن لم يتحد اللبنانيون لمواجهة الإرهاب وإن لم يتوقف البعض عن محاربة المقاومة.. فليستعد لملاقاة مصير العراقيين والسوريين الذين راهنوا على داعش وأميركا.